حصوات الكلى.. طرق التشخيص المثلى للاكتشاف المبكر والعلاج
حصوات الكلى هي مادة معدنية صلبة بلورية تتكون داخل الكلى أو المسالك البولية، وتتزايد هذه الحالة بشكل يثير القلق، حيث إن واحدا من كل 20 شخصا يصاب بحصى في الكلى في مرحلة ما من حياته.
ويعاني المصاب بحصوات الكلى بعدة أعراض مزعجة، منها: رائحة كريهة للبول، مستويات متفاوتة من الألم الذي يأتي ويذهب، البول الوردي أو الأحمر أو البني أو حتى الدم في البول، حاجة متكررة وملحة للتبول، حمى وارتعاش، ميل للقيء والغثيان، تنقل الألم في أسفل البطن والفخذ.
والأسوء من أعراض حصوات الكلى هو مضاعفاتها إذا لم يتم التعامل معها بالشكل المناسب، ومن هذه المضاعفات:
- حصوات الكلى المتكررة
الأشخاص الذين لديهم حصوات الكلى مرة واحدة على الأقل، لديهم فرصة 80٪ للإصابة بها مرة أخرى
- التهاب أو انسداد في المسالك البولية
- فشل كلوي
- تعفن الدم، والذي يمكن أن يحدث بعد علاج حصى الكلى الكبيرة
- إصابة الحالب أثناء خضوعه لعملية جراحية لإزالة حصوة بالكلى
- نزيف حاد دم في البول
الحصوات لا تبقى دائما في الكلى، ففي بعض الأحيان تمر من الكلى إلى الحالب وهو ممر صغير وحساس، وقد تكون الحصوات كبيرة جدًا بحيث لا يمكن تمريرها بسهولة من الحالب إلى المثانة، حيث قد يتسبب ذلك في حدوث تقلصات وتهيج في الحالب أثناء مرورها، وهذا يسبب ظهور الدم في البول.
وفي بعض الأحيان تمنع الحصوات تدفق البول، وهذا ما يسمى انسداد المسالك البولية، ويمكن أن تؤدي هذه العوائق إلى الإصابة بعدوى الكلى، لذلك يظل الحل الأمثل والمناسب من أجل صحة أفضل هو الاكتشاف المبكر والدقيق والتعامل الأمثل مع كل حالة.
ويشتبه الطبيب في تشخيص حصوات الكلى عند ملاحظة الشكل النموذجي للأعراض، وعند استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى لألم البطن أو الجنب، ويظل الاختبار الأمثل لتشخيص حصى الكلى أمرا مثيرا للجدل، وإذا كان طبيبك يشك في أن لديك حصوات في الكلى، فقد تخضع لاختبارات وإجراءات تشخيصية، مثل:
- فحص الدم: قد تكشف اختبارات الدم الكثير من الكالسيوم أو حمض اليوريك في الدم، وتساعد نتائج فحص الدم على مراقبة صحة الكليتين وقد تقود الطبيب للتحقق من الحالات الطبية الأخرى.
- تحليل البول: قد يظهر اختبار جمع البول على مدار 24 ساعة أنك تفرز الكثير من المعادن المكوًنة للحصوات، أو القليل جدًا من المواد المانعة لتكوين الحصوات، وفي هذا الاختبار قد يطلب الطبيب إجراء مجموعتين من البول على مدار يومين متتاليين.
- الفحوص التصويرية: قد تظهر اختبارات التصوير حصوات الكلى في المسالك البولية، وتتراوح الخيارات من الأشعة السينية البسيطة في البطن، والتي يمكن أن تفوت حصوات الكلى الصغيرة، إلى التصوير المقطعي الحسابي عالي السرعة الذي قد يكشف حتى الحصوات الصغيرة.
وتشتمل خيارات التصوير الأخرى الموجات فوق الصوتية، والمسح الضوئي الوريدي، والذي يتضمن حقن الصبغة في وريد الذراع وأخذ صور الأشعة السينية أو المقطعية، حيث تنتقل الصبغة عبر الكلى والمثانة.
- تحليل الحصوات التي مرت: قد يطلب منك التبول من خلال مصفاة للقبض على الحصوات التي تمر بها، وسيكشف التحليل المعملي عن تركيبة حصوات الكلى لديك، ويستخدم الطبيب هذه المعلومات لتحديد ما الذي يسبب حصوات الكلى لديك وتشكيل خطة لمنع المزيد من حصوات الكلى.
هل يتوقف علاج الحصوات على حجمها؟
بالطبع يختلف علاج حصوات الكلى اعتمادًا على نوع الحصوة والسبب وأيضا حجمها، فمعظم الحصوات الصغيرة لا تتطلب العلاج الجذري وإنما قد تتمكن من المرور عن طريق:
- شرب الماء: شرب ما يقرب من 1.9 إلى 2.8 ليترات من السوائل يوميا قد يساعد على تصفية جهازك البولي، ما لم يخبرك طبيبك بخلاف ذلك، فقم بشرب كمية كافية من السوائل -معظمها من الماء- لإنتاج بول نقي أو شبه نقي.
- مسكنات الألم: يمكن أن يسبب مرور حصوات صغيرة بعض الانزعاج، ولتخفيف الألم قد يوصي الطبيب بمسكنات مثل ايبوبروفين (بروفين)، اسيتامينوفين (تايلينول)، أو نابروكسين الصوديوم (نابروفين).
- علاج طبي: قد يعطيك الطبيب دواء للمساعدة في تمرير حصوة بكليتك، وهذا النوع من الأدوية، المعروف باسم مانع ألفا، يريح العضلات في حالبك، ويساعدك على تمرير الحصوات بسرعة أكبر وبألم أقل.
حصوات الكلى التي لا يمكن علاجها بإجراءات متحفظة -إما لأنها أكبر من أن تمر بمفردها وإما لأنها تسبب النزيف أو تلف الكلى أو عدوى الجهاز البولي المستمرة- تتطلب معالجة أكثر شمولاً، وتشمل الإجراءات:
- استخدام الموجات الصوتية لتفتيت الحصوة
- جراحة لإزالة الحصوات الكبيرة جدا في الكلى
- جراحة للغدة الجاردرقية
علاج حصوات الكلى يتوقف على نوعها:
يمكن للأدوية التحكم في كمية المعادن والأملاح الموجودة في البول، ويعتمد نوع الدواء الذي يصفه طبيبك على نوع حصوات الكلى عندك، وهنا بعض الأمثلة:
- حصوات الكالسيوم: للمساعدة على منع تكونها، قد يصف لك الطبيب مدرا للبول ثيازيد (موديورتك).
- حصوات حمض اليوريك: قد يصف طبيبك الوبيورينول (زيلوريك) لتقليل مستويات حمض اليوريك في الدم والبول وللحفاظ على بول قلوي، وفي بعض الحالات، قد يذيب الألوبيورينول وعامل قلوي حصوات حمض اليوريك.
- حصوات ستروفايت: لمنع حصوات ستروفايت، قد يوصي طبيبك باستراتيجيات للحفاظ على البول خالي من البكتيريا التي تسبب العدوى، والاستخدام طويل المدى للمضادات الحيوية في جرعات صغيرة قد يساعد في تحقيق هذا الهدف، فعلى سبيل المثال، قد يوصي طبيبك بمضاد حيوي قبل فترة وجيزة بعد الجراحة لعلاج حصوات الكلى.
- حصوات السيستين: قد يكون من الصعب علاج حصوات السيستين، وقد يوصي طبيبك بأن تشرب المزيد من السوائل حتى تنتج كمية أكبر من البول.
ولأن الوقاية دائما خير من العلاج، يمكنك أن تتبع بعض الخطوات البسيطة للحد من تكوين هذه الحصوات أو حتى تفاقم حجمها وشدتها، مثل تناول كميات كافية من الماء يوميًا والتقليل من تناول الأطعمة المالحة والوجبات السريعة والمشروبات التي تحتوي على كافيين، مثل القهوة والشاي والنسكافيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق