الطفل في الشهر الخامس

الطفل في الشهر الخامس

الأسبوع الأول

تلاحظ الأمهات في هذه المرحلة أن أطفالهن أصبحوا اجتماعيين بشكل أكبر في الآونة الأخيرة، فهو ينمو بقوة جراء اعتنائك به. يمتلك المزيد من المهارات الجسدية، ويحاول جذب انتباه الأم وهو يتلوّى ويصدر الأصوات قبل أن يصرخ.

في هذه المرحلة، ينمو الطفل جسديا بسرعة كبيرة حين تضعه على معدته، يمد ذراعيه ورجليه ويقوّس ظهره، وحين يستلقي على ظهره، يرفع رأسه وكتفيه. ويستطيع الطفل في هذا الأسبوع الجلوس وحده من دون مساعدة، ومن المفيد ان تضع الأم وسادات حول الطفل لإسناده وحمايته من السقوط. على الأم تشجيع طفلها على اللّعب ووجهه متجّه نحو الأرض، فهذه الطريقة تساعد على تقوية عضلات العنق وتنمّي قدرة التحكّم بالرأس للجلوس.

يضيف طفلك أصواتاً جديدة إلى مخزونه اللّغوي، ونشاطه المفضّل حاليّاً هو على الأرجح إصدار الفقاقيع الصغيرة من فمه. من الشائع في هذا العمر أن يستمر الطفل في تكرار إحدى القدرات التي اكتشفها أخيرا لفترة طويلة، وهي عمليّة طبيعية أثناء نموّه. يحرص معظم الأطفال على إتقان مهارة معينة قبل الانتقال إلى الأخرى. من المزعج سماع الصوت نفسه يتكرّر على الدوام، إلاّ أنّ تعلّم الصبر الآن سيحضّرك لمرحلة التكرار المستمر لكلمتي "لا" و"لماذا" اللتين ستسمعينهما من دون انقطاع حين يكبر قليلاً.

تكافح معظم الأمهات لخفض الوزن بعد الولادة، لذا يجب أن تبدأ الأم بالمشي في إحدى الحدائق ووضع روتين يومي للتمرينات الرياضية. إن الأطفال يمرضون بسرعة كبيرة، ويشفون بالسرعة ذاتها أيضاً. يمكن أن يعاني الطفل المصاب من ارتفاع في درجة الحرارة من الصراخ والاضطراب لدقيقة، ويمكن تهدئته وإعطاؤه الأدوية الصحيحة ليتغير مزاجه بسرعة.

الأسبوع الثاني

يتمكن الطفل الآن من مسك زجاجة الحليب وحده، ولكن يجب على الأم عدم تشجيعه على الأكل بمفرده إلا بعد الشهر السادس، عندما يتمكن من الجلوس وحده، أمّا في الوقت الحالي، يجب على الأم الاستفادة من أوقات الطعام (الرضاعة) لمعانقة الطفل وحمله واحتضانه، لأنه سرعان ما يستقلّ ويبدأ بمقاومة قبلات الأم وعاطفتها بعنف خلال وقت قصير.

وهنالك علامات تدل على استعداد الطفل لتناول الأطعمة الصلبة عبر التخفيف من مدّ لسانه غير الإرادي والاهتمام الأقوى بالأطعمة التي يتناولها البالغون حوله، إن كل ما يحتاجه الطفل هو حليب الرضاعة أو الحليب الاصطناعي المخصص للأطفال حتى يصل إلى سن الستة أشهر.

من جانب آخر، تنمو قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين وبكل ما يحيط به يوماً بعد يومٍ. ففي هذه المرحلة، يبدأ الطفل باللهو بألعاب صغيرة، ويكتشف أن للأفعال البسيطة نتائج. فإذا قام الطفل بإسقاط لعبة ما في يده فهو يحاول أن يرى لماذا تقع وكيف تتصرف الأم حيال ذلك، وقد يرهق ذلك الأم ولكن الطفل يستمتع كثيرا وقد يضحك بصوت عال.

الأسبوع الثالث

يحرز الطفل في هذه المرحلة تقدّماً في النظر إلى الأغراض الصغيرة وملاحقة الأشياء المتحرّكة، ويستطيع الآن تمييز الشيء بعد رؤية جزء منه، لذا يفضل أن تلعب الأم مع طفلها لعبة "الغُميضة" بكثرة في الأشهر المقبلة. كما أصبح الطفل الآن يميز وبشكل دقيق بين الألوان الواضحة والمتشابهة، كما يميّز الألوان الفاتحة.

كما يستطيع الطفل استيعاب الأصوات ومصادرها فيستدير باتجاه أي صوت جديد، ومن أفضل الطرق لجذب انتباهه، هي إحداث الضجّة بواسطة سلسلة المفاتيح أو بواسطة طنين آلات الموسيقى. وتلاحظ الأم أن طفلها يراقب فمها عن قصد عندما تتحدث، ويحاول تقليد طبقات الصوت وخصوصا حرفي "م، ب"، كما يمكن للطفل البالغ خمسة أشهر أن يتعرّف على اسمه. فيستدير لكل شخص ينادي باسمه. عندما يبدأ طفلك بإثارة الضجة في المتجر، بإمكانك صرف انتباهه لفترة وجيزة الآن عبر افتعال الوجوه المضحكة أو التصفيق أو إعطائه ما يُصدر صوتاً مثيراً ليمسكه.

الأسبوع الرابع

يصبح الطفل الآن أكثر تفهماً لنبرة صوت الأم عندما يكون صوتها سعيداً، تكون ردة فعله مرحة، أما إذا خاطبته بحدة، فقد يبكي. صار بمقدوره التمييز بين الوجوه المألوفة وتلك الغريبة عنه، وربما يبكي إذا وضع بين ذراعي شخص لا يعرفه. ورغم ذلك إلا أن الأطفال بهذا العمر لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم، ولكنّ ذلك يتغير تدريجياً. ويباشر الطفل بإظهار تعلقه القوي بالأم عن طريق رفع الذراعين كلّما أراد أن تحمليه، أو البكاء كلّما غادرت الغرفة، يميل الطفل الآن إلى معانقة والدته وتقبيل وجهها، كما ان حس الفكاهة ينمو لديه، فيضحك كلما حاولت إضحاكه، ويقوم بدوره في إضحاكك، لذا يجب على الأم الانتباه لتصرفات الطفل. وهنا تبدأ الأم وكل من يعيش مع الطفل بالشعور بالحياة مجددا.

وهنا لا بد من ذكر أن لكل طفل حالة فريدة  يجتاز فيها المراحل الجسدية وفق نمطه الخاص. وما هو مذكور ليس سوى خطوط عامة ترشد الأم إلى إمكانيات الطفل وما سينجزه.